جمعيةالشعلة للتربية وثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهمية العمل الجمعوي

اذهب الى الأسفل

أهمية العمل الجمعوي Empty أهمية العمل الجمعوي

مُساهمة  houda الخميس أكتوبر 29, 2009 6:16 am

نقلت هدا الموضوع عن الدكتور إدريس لكريني قراته لعله فبه افادة أثبت العمل الجمعوي في السنين الأخيرة أهميته وجدارته في مجال التنشئة الاجتماعية والتنمية ومجابهة التحديات التي تفرزها العولمة، وهو الأمر الذي تنبهت إليه مختلف الدول، و شكل دافعا لإعادة الاعتبار لهذه الفعاليات وتغيير النظرة إليها من خصم إلى شريك في التربية والتنمية.
أولا: التنشئة الاجتماعية في ظل التحديات


يجد النشء في المغرب كما في مختلف البلدان العربية نفسه محاطا ومطوقا بمختلف القنوات التي تسهم في نشأته وتربيته ( الأسرة, الشارع, الجمعيات, المدرسة, الإعلام, الأصدقاء والرفاق...) بواسطة "منتجات" تربوية عديدة تصل حد التناقض أحيانا, وهو ما يولد لديه نوعا من الاضطراب والانحراف في سلوكه وتربيته, ولقد تعاظمت التحديات المطروحة أمام التربية السليمة في ظل اكتساح العولمة بكل مظاهرها لبيوتنا وحياتنا.
إن التربية هي منظومة القيم التي تحميها المعرفة والمهارة, وهدفها - كما يرى بعض المهتمين - هو إتقان مهمة الوجود, بحيث يصير النشء من خلالها مالكا لزمام أموره ومتغلبا على الجانب الحيواني في شخصيته, ولعل التربية التي ننشدها هي تلك القادرة على إعداد جيل يرفض الظلم والخنوع والاستبداد, وهي تربية شاملة تعمل على تنمية شخصية الفرد جسديا ونفسيا وفكريا وروحيا, تربية تقوم على الثقة في النفس واحترام حقوق الإنسان ومعرفة الذات وقدراتها ومعرفة الآخر والتعامل معه بنجاح, تربية تمنح النشء القدرة على طرح السؤال بحرية وطلاقة, والإيمان بالاختلاف والعمل الجماعي وتدفعه للإبداع والتفاعل والفعل والتطوع والتضحية.
إن الاهتمام بجانب التربية التي تعد آخر رهان لنا في ظل تخلفنا الاقتصادي والسياسي, يطرح بشكل ملح وجدي أكثر من أي وقت مضى مع تنامي إكراهات العولمة التي أضحت تهدد قيمنا وثقافتنا, من خلال تكريسها لنوع من التسلط المادي والتنافس الاحتكاري غير الشريف الذي يحمل بين طياته معاني العنف ضد الآخر وبخاصة في ظل تدفق المعلومات والقيم والأفكار المتباينة بشكل حر من خلال قنوات الاتصال المفتوحة التي لا حدود لها ولا رقيب عليها.
والسؤال الذي يظل مطروحا هو: كيف نكرس تربية سليمة وصالحة في ظل نظم تعليمية وتربوية عقيمة أغلبها ينحو للماضي أكثر منه إلى الحاضر والمستقبل, ويعتمد على التلقين أكثر مما يحفز على الخلق والإبداع ويكرس التقليد والتبعية بدل الاجتهاد؟
إن التعليم ينبغي أن يتم وفق طرق حديثة تستفيد من التكنولوجيا خاصة وأن " المستقبل سوف يكون سباقا بين التعلم والكارثة" كما قال أحد المفكرين البريطانيين.
وفي جميع الأحوال فالتربية التي ننشدها في ظل هذه الإكراهات والتحديات هي تربية ديناميكية وحيوية تتم وفقا لأساليب ومنهجيات واعية وحديثة بعيدة عن الارتجال والعشوائية, تتوخى في أبعادها تربية النشء على الإيمان بالتعددية وروح التسامح ومختلف القيم السامية والمواطنة والديموقراطية..
ولذلك يجب على كل القنوات التي تجعل من التربية هدفا ومطلبا لها أن تعمل مجتمعة وفق أرضية تربوية قارة وموحدة وصلبة وتقدر حجم جسامة المسؤوليات الملقاة على عاتقها في هذا الشأن, فهذه القنوات إذا لم تطور أساليبها واستراتيجيتها وإن لم تتدخل بفعالية, فالتربية هي في آخر المطاف تتشكل لكن بعشوائية وانحراف أحيانا.
ثانيا: العمل الجمعوي كقناة للتنشئة الاجتماعية


لقد أثبت العمل الجمعوي الجاد والفاعل جدارته ونجاعته قي خدمة التنشئة الاجتماعية في ظل الاضطراب والتراجع الذي عرفته معظم القنوات العاملة في هذا الشأن، فهذه القناة التي تتسم بطابع التطوعية والإنسانية في مباشرة مهامها، يمكن أن تؤدي وظائف جليلة وحيوية إذا ما توافرت لها الشروط الذاتية والموضوعية، خاصة وأنها تستهدف بخدماتها وتأطيرها بشكل خاص فئة الطفولة والشباب رمز المستقبل، ومن تم فبإمكانها من خلال أنشطتها الداخلية والإشعاعية في بعدها التنموي والاجتماعي والفني والرياضي والثقافي… في أن تسهم في خلق جيل قادر على تحمل المسؤولية ورفع التحديات ومواجهة الصعاب.
ولعل الرهانات المطروحة حاليا أمام الفعاليات الجمعوية تكمن بصفة خاصة في حماية القيم والعادات والموروث الثقافي أمام تحديات العولمة بكل أشكالها ومظاهرها والعمل على تكوين مواطن خلاق مبدع يتفاعل مع محيطه بشكل إيجابي وفاعل، ومؤمن بمبادئ الديموقراطية والحرية والإبداع، مع المزج بين الثقافي والتنموي، إذ أن العلاقة بين هذين الهدفين تكاملية بشكل جدلي، وتحقيق هذه الأهداف ومن تم تكريس تنشئة سليمة يظل متوقفا على نجاعة وفعالية الأنشطة التي تقوم بها هذه الجمعيات، وفي هذا الصدد، فالتخييم – على سبيل المثال – ينبغي أن يسهم في خلق جو من الانفتاح على الآخر والتواصل معه والإبداع والابتكار والترفيه، والأنشطة الداخلية ينبغي أن تصب أيضا في هذا السياق لتكرس ثقافة دينية وحقوقية وبيئية سليمة، وتكرس أيضا ثقافة المنافسة الشريفة وتشجع على الإبداع والتجديد والاختلاف البناء والتضامن والتسامح باعتبارها قيما سامية وأساسية في مجتمع كثرت فيه الإحباطات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
والانفتاح كذلك على تجارب الفعاليات الجمعوية الأخرى، مع تشجيع النشء على التحصيل الدراسي، فيما ينبغي أن تكون الأنشطة الإشعاعية الكبرى في خدمة نشر الثقافة الجادة والتواصل والانفتاح. ولعل تحقيق ذلك يظل رهينا بمدى قدرة هذه الجمعيات على تأهيل وتأطير أعضائها نحو بلورة عمل جمعوي احترافي يختصر الوقت والجهد وقادر على بلورة مشاريع تنموية في مختلف القطاعات الثقافية، التربوية و الاجتماعية، مع استثمار الفرص التي تتيحها المرحلة الراهنة وطنيا ودوليا، والتي تم خلالها إعادة الاعتبار للعمل الجمعوي الشريف، وكذا بدعم الجهات الحكومية لهذه الفعاليات واعتبارها شريكا استراتيجيا في التنمية، وبمساعدتها على فتح علاقات وشراكات مع بعض الفعاليات الجمعوية الدولية.
houda
houda
المشرفون
المشرفون

عدد المساهمات : 128
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
العمر : 35

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى